ملخَّص التقرير
خلفيّة عامّة
نظافة المدينة هي مفهوم واسع يشمل أبعادًا تتعلّق بالمنظر العامّ للمدينة، وجمع النفايات، وتنظيف الحيّز العامّ، بما يشمل الشوارع والميادين العامّة والحدائق. المحافَظة على نظافة المدينة، والاعتناء بمظهرها الخارجيّ، يحملان في طيّاتهما آثارًا بعيدة المدى على جودة حياة سكّانها، وعلى جودة البيئة، وعلى مستوى الصحّة العامّة في المدينة.
نظافة المدينة هي إحدى الخدمات المهمّة التي توفّرها السلطة المحلّيّة، وقد تؤدّي معالَجة النفايات والقمامة معالَجةً غير منتظمة إلى مضارّ ومكاره بيئيّة خطيرة، وقد تلحق الضرر بصحّة الجمهور. مهامّ نظافة المدينة وإخلاء القمامة في بلديّة القدس (في ما يلي كذلك: البلديّة) تنفذها مديرية العمليات بأقسامها المختلفة.
تُظهِر بيانات دائرة الإحصاء المركزيّة من مطلع العام 2017 أنّ عدد سكّان المدينة العرب قد بلغ 332,600 نسمة، ويشكّلون نسبة 38% من عموم سكّانها، وفي العام 2018 صَنّفت دائرةُ الإحصاء المركزيّة المدينةَ في العنقود الاجتماعي-الاقتصادي 2.
منذ تشرين الثاني عام 2008 حتّى تشرين الثاني عام 2018، أشغل السيّد نير باركات منصب رئيس البلديّة، وفي شهر تشرين الثاني عام 2018 انتخِب السيّد موشيه ليئون لهذا المنصب.
الأنشطة الرقابيّة
في الفترة بين شهر شباط وتشرين الثاني عام 2018، أجرى مكتب مراقب الدولة رقابة في موضوع النظافة والصحّة العامّة في الأحياء العربيّة في شرقيّ مدينة القدس. أُجرِيَت الرقابة في مختلف أقسام مديريّة العمليّات في بلديّة القدس ومن بينها: قسم الصحّة العامّة، ومركز الردّ والاستعلامات البلديّ، وشملت أيضًا إجراء جولات ميدانيّة في عدد من هذه الأحياء. أُجرِيَ استكمال للرقابة في وزارة الصحّة وفي وزارة القدس والتراث.
النواقص الأساسيّة
حالة النظافة المزرية وغياب الهياكل التحتيّة الصحّيّة في الأحياء العربيّة في شرقيّ المدينة
أجرى فريق الرقابة جولة في أحياء العيسويّة وسلوان وأبو طور وبيت حنينا (وجميعها تقع في شرقيّ المدينة)، ولاحظ الفريق وجود الكثير من النفايات الملقاة على طول الشوارع، وأكوام من النفايات التي تراكمت في الشوارع وعلى جوانب الطرق، كما لاحظ أنّ الحاويات طافحة بالنفايات.
تَبَيَّنَ وجود فجوة هائلة بين الموارد التي رُصِدت لإدارة جهاز الصحّة العامّة في أجزاء المدينة المختلفة، وقد جرى تخصيص 10% فقط من عاملي الصحّة العامّة للعمل في أحياء المدينة الشرقيّة التي يسكن فيها 38% على الأقلّ من مُجْمَل السكّان؛ وخُصّصت 7% من حاويات التجميع لهذه الأحياء؛ و6% من عدد مسارات تجميع النفايات، و4% من حجم حاويات تجميع النفايات.
في شهر أيّار من العام 2017، وضعت وزارة حماية البيئة خطّة لمعالجة الـمَكاره البيئيّة في الأحياء العربيّة في القدس (في ما يلي: خطّة معالجة الـمَكاره البيئيّة في الأحياء العربيّة في القدس)، وقد صدّقت عليها الحكومة، ورُصِدت لها ميزانيّة تبلغ نحو 84 مليون شيكل أُعِدّت لشراء ووضع حاويات تجميع النفايات في الأحياء العربيّة، وشراء مَرْكبات إِخْلاء النفايات، وكذلك لنشاطات تثقيفيّة وتوعويّة للسكّان. تَبَيَّنَ أنّ الخطّة التي قامت وزارة حماية البيئة بوضعها قد ارتكزت على بيانات تشمل سكّان الأحياء العربيّة التي تقع خلف جدار الفصل، على الرغم من أنّ قرار الحكومة ذا الرقم 2684 قد حدّد أنّ الخطّة لن تشملهم. لذا فإنّ التقديرات الكمّيّة لتجميع كمّيّة النفايات، التقديرات التي بحسبها حُدّدت الميزانيّة التي ستحوَّل إلى بلديّة القدس، لم تكن دقيقة وشملت فائضًا ماليًّا كان في الإمكان استخدامه لأهداف أخرى.
تَبَيَّنَ أيضًا أنّ مسح حاويات تجميع النفايات القائمة وتلك التي من المزمَع شراؤها وَفق خطّة معالجة الـمَكاره البيئيّة في الأحياء العربيّة لم يجرِ تنفيذه من قِبل البلديّة إلّا بعد أن اتّخذ القرار الحكوميّ الذي حدّد عدد الحاويات والميزانيّة المطلوبة. من شأن القرار الحكوميّ الذي يُتّخذ على أساس خطّة تقديريّة وبدون فحص الاحتياجات الميدانيّة أن يخلق فجوات كبيرة بين التخطيط والاحتياجات الفعليّة.
على الرغم من المستوى البائس للنظافة العامّة في الأحياء العربيّة في القدس، وعلى الرغم من أنّ 38% من مُجْمَل سكّان المدينة يقطنون في هذه الأحياء، فإنّ عدد التوجّهات إلى مركز الردّ والاستعلامات البلديّ في العام 2017 من الأحياء العربيّة كان متدنّيًا جدًّا، ووصل إلى 10.6% من مجْمل التوجّهات في موضوع النظافة والصحّة العامّة. تَبَيَّنَ أنّ 1,192 توجُّهًا إلى مركز الردّ والاستعلامات البلديّ من الأحياء العربيّة في شرقيّ القدس لم تعالَج في تلك السنة في المدّة الزمنيّة المعياريّة التي حدّدتها البلديّة. عدد هذه التوجُّهات شكّل نحو 23% من عدد التوجُّهات العامّة من هذه الأحياء إلى مركز الردّ والاستعلامات البلديّ، بينما نسبة التوجُّهات من الأحياء اليهوديّة في المدينة التي لم تعالج في المدّة الزمنيّة المعياريّة في العام 2017 لم تتجاوز 8%.